ومنها كلمات الخوارج وشعارهم مع تلك العقائد الخبيثة الكافرة وأقوالهم الفاضحة بالنسبة إلى ساحة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ومع ذلك قال الإمام عليه السلام فيهم: لا تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه (1).
ومنها حكاية رجل من ولد الخليفة الثاني الذي كان يؤذي الإمام الهمام موسى بن جعفر عليه السلام ويسبه إذا رآه ويشتم عليا عليه السلام فقال له صلوات الله عليه بعض جلسائه: دعنا نقتل هذا الفاجر فنهاهم عن ذلك أشد المنع إلى أن أتاه يوما في مزرعته وأعطاه مالا وأفضى الأمر إلى أن تاب على يديه وصار من شيعته صلوات الله عليه. (2) وفيه أنه يحمل تلك الموارد وأشباهها إما على الجاهل القاصر أو على خوف وقوع الفتنة كما يشعر إلى ذلك ما ورد من نهيه عليه السلام عن صلاة التراويح زمن خلافته وما وقع عقيب ذلك من غوغاء الناس ورفع أصواتهم بواعمراه...
وعلى الجملة فالموانع والمحاذير التي كانت لهم صلوات الله عليهم في زمن الخلفاء كانت باقية بعدهم وما كان يقاسيه علي عليه السلام من المشكلات والشدائد والآلام في حياتهم لم ترتفع بعدهم وبموتهم.
وأما قتله عليه السلام الخوارج فلا يدل على كمال بسط يده وقدرته وعدم الموانع وذلك لأن مقاتلته لهم وقتلهم أمر طبيعي في زمن الحرب وعندما أثاروا نار الفساد.
والحاصل أنه لا بد من الأخذ بمقتضى القواعد والأدلة، وحمل ما ينافيها على وجود الموانع.