الأمور الاعتبارية العقلائية ظرف اعتبارها الذهن وظرف اتصاف الأشياء بها الخارج فالعين متصفة في الخارج بالمملوكية والشخص بالمالكية من غير ان تكون تلك الأوصاف عارضة لها في الخارج تكوينا، فالكسر المشاع ليس من الأمور العينية التكوينية ولا من الأمور الانتزاعية، ضرورة ان منشأ انتزاعه ان كان العين المعينة الخارجية فلا يعقل ان يكون المنتزع من المعين مشاعا بما هو مشاع (وتوهم) انتزاع الكلي من الجزئيات (فاسد) كما هو المقرر في محله وان كان امرا مبهما فلا يعقل الإبهام في الخارج.
فالتحقيق ان الأعيان مع قطع النظر عن الاعتبار ليس لها الكسور خارجا وهو واضح ولا تكون منشأ لانتزاعها وقابليتها للقسمة ليست منشأ انتزاعها لأنها قابلة للاقسام المعينة والكسر مشاع لا معين بل هي من الاعتبارات الصحيحة العقلائية في الموجود الخارجي تتصف بها الأعيان اتصافا في محيط العقلاء فتكون العين ذات نصف وثلث وربع وهكذا بحسب الخارج كما هي مملوكة خارجا، وهذا بوجه نظير بعض الاعراض التي يقال ان عروضها في الذهن واتصاف الأشياء بها الخارج.
وبما ذكرنا لا يرد الإشكال العقلي المتوهم في الإشاعة بان الإشاعة تنافي الوجود الخارجي والجزئية اما عدم التنافي بينها وبين الوجود الخارجي فظاهر، لأن المنافاة بين الوجود التكويني وبين الإشاعة واللا تعين مسلم لا بينها وبين الوجود الاعتباري، واما بينها وبين الجزئية فلان الإبهام بذاتها لا يلازم الكلية ما لم يقبل الصدق على الكثيرين، والجزء المشاع الخارجي غير قابل لذلك لعدم تعقل صدق الكسر المشاع المعتبر في الخارج على الكثيرين فان العين الخارجية يعتبر فيها نصفان وكل نصف مشاع غير الاخر وثلاثة أثلاث كل غير الاخر «نعم» مفهوم النصف المشاع والثلث المشاع كلي كسائر الكليات وليس الكلام فيه بل الكلام في المشاع الخارجي الذي تقع عليه المعاملات ويكون ملكا للأشخاص وهو ليس بكلى وغير صادق على الكثير، وما ذكرناه هو الموافق لاعتبار العقلاء من غير لزوم إشكال عليه.
وقد يقال (1) في بيان تصوير الإشاعة ودفع الإشكال عنها: ان الموجود الخارجي على