وليس بيوم صوم) (1) ومن هذا يعلم الوجه في اعتبار تحقق الهلال.
وأما استحباب صوم يوم عاشوراء فلخبر عبد الله بن ميمون القداح عن جعفر عن أبيه عليهما السلام (صيام يوم عاشورا كفارة سنة) وقد قيده المصنف وجماعة بأن يكون على وجه الحزن لمصاب سيد شباب أهل الجنة لا أن يكون على جهة التبرك والشكر كما يصنعه بنو أمية وأتباعهم وبذلك جمع الشيخان وغيرهما (قده) بين ما سمعت وبين النصوص المتضمنة للنهي عن صومه كصحيح زرارة ومحمد بن مسلم (سألا عن الباقر عليه السلام عن صوم يوم عاشورا من شهر المحرم فقال عليه السلام: يوم حوصر فيه الحسين عليه السلام وأصحابه بكربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وفرح ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا الحسين عليه السلام وأصحابه كرم الله وجوههم وأيقنوا أن لا يأتي الحسين عليه السلام ولا يمده أهل العراق بأبي المستضعف الغريب، ثم قال: وأما يوم عاشورا فيوم أصيب فيه الحسين عليه السلام صريعا بين أصحابه وأصحابه صرعى حوله أفصوم يكون في ذلك اليوم كلا ورب البيت الحرام ما هو يوم صوم وما هو إلا يوم حزن ومصيبة دخلت على أهل السماء وأهل الأرض وجميع المؤمنين ويوم فرح وسرور لابن مرجانة وآل زياد لعنهم الله وأهل الشام غضب الله عليهم وعلى ذرياتهم وذلك بكت عليه جميع بقاع الأرض خلا بقعة الشام فمن صام أو تبرك به حشره الله مع آل زياد مسوخ القلب ومسخوطا عليه ومن ادخر فيه إلى منزله ذخيرة أعقبه الله نفاقا في قبله إلى يوم يلقاه وانتزع البركة عنه وعن أهل بيته وولده وشاركه الشيطان في جميع ذلك) (2) وجزم بعض متأخري المتأخرين بالحرمة ترجيحا للنصوص الناحية وحملا لما دل على الاستحباب على التقية، والظاهر أن هذا أقرب خصوصا مع ملاحظة خبر عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام قال: (دخلت عليه يوم عاشورا فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن و دموعه تنحدر كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا ابن رسول الله مم بكاؤك لا أبكى الله