وكان هارون قد بعث الى إخوانه وأصحابه فأخذ الخلق به، فلما أصبح أهل الكوفة رأوه وحضر القاضي وصاحب المعونة والعامل والمعدّلون بالكوفة، وكتب الى الرشيد بذلك فقال: الحمد للَّه الذي كفانا أمره. فخلى عمن كان أخذ به» «١».
شهادة الإمام موسى بن جعفر
قال ابن الطقطقا: «كان بعض حساد موسى بن جعفر من أقاربه قد وشى به إلى الرشيد وقال له: ان الناس يحملون الى موسى خمس أموالهم، ويعتقدون إمامته، وأنه على عزم الخروج عليك، وكثر في القول، فوقع ذلك عند الرشيد بموقع أهمّه وأقلقه، ثم اعطى الواشي مالًا احاله به على البلاد، فلم يستمتع به، وما وصل المال من البلاد الّا وقد مرض مرضة شديدة ومات فيها.واما الرشيد فانه حج في تلك السنة، فلما ورد المدينة قبض على موسى بن جعفر عليهما السلام وحمله في قبة الى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهك، وكان الرشيد بالرقّة فأمر بقتله فقتل قتلًا خفيّاً، ثم ادخلوا عليه جماعة من العدول بالكرخ ليشاهدوه اظهاراً أنه مات حتف أنفه صلوات اللَّه عليه وسلامه» «2».
قال اليعقوبي: «قيل لموسى بن جعفر وهو في الحبس: لو كتبت الى فلان