قال أبو عمرو الشيباني: «رأيت أبا عبد اللَّه وبيده مسحاة وعليه ازار غليظ يعمل في حائط له والعرق يتصاب عن ظهره فقلت: جعلت فداك أعطني أكف، فقال لى: اني أحب أن يتأذى الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة» «٢».
قال أبو بصير: «سمعت أبا عبد اللَّه يقول: اني لأعمل في بعض ضياعي حتى أعرق، وان لي من يكفيني ليعلم اللَّه عزّوجل أني أطلب الرزق الحلال» «٣».
قال سبط ابن الجوزي: «ومن مكارم أخلاقه ما ذكره الزمخشري في كتاب (ربيع الأبرار) عن الشقراني مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: خرج العطاء ايام المنصور ومالي شفيع فوقفت على الباب متحيراً، وإذا بجعفر بن محمّد قد أقبل فذكرت له حاجتي فدخل وخرج وإذا بعطائي في كمّه فناولني اياه، وقال: ان الحسن من كل أحد حسن وانه منك أحسن لمكانك منا، وان القبيح من كل أحد قبيح وانه منك أقبح لمكانك منا، وانما قال له جعفر ذلك لأن الشقراني كان يشرب الشراب، فمن مكارم أخلاق جعفر: انه رحب به وقضى حاجته مع علمه بحاله ووعظه على وجه التعريض، وهذا من أخلاق الأنبياء» «٤».
كرامات الإمام الصادق
قال الليث بن سعد: «حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فأتيت مكة فلما أن صليت العصر رقيت أبا قبيس «5» فإذا أنا برجل جالس وهو يدعو فقال: يا رب يا