ذلك القبر بات بالمشهد، فرأى في منامه أن القبر انفتح والنار تشتعل فيه وقد انتشر منه دخان ونار الى أن ملأت المشهد، وان الإمام موسى عليه السّلام واقف فصاح بهذا النقيب باسمه وقال له: تقول للخليفة: يا فلان- وسماه ما اسمه- لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم، وقال كلاماً خشناً، فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقاً وخوفاً، فلم يلبث أن كتب ورقة وسيّرها منهياً فيها صورة الحال وجليّة الواقعة بتفصيلها، فلما جن الليل جاء الخليفة الى المشهد المطهر بنفسه واستدعى النقيب ودخلوا الى الضريح وأمر بكشف ذلك القبر ونقل ذلك المدفون الى موضع خارج المشهد، فلمّا كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق ولم يجدوا للميت أثراً، وفي هذه القصة زيادة استغناء عن بقية مناقبه، واكتفاء عن بسط القول فيها» «١».
علم الإمام موسى بن جعفر
دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللَّه عليه السّلام فقال له: «رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بين يديه، فقال أبو عبد اللَّه عليه السّلام: ادعوا لي موسى، فدعوه فقال له في ذلك فقال: نعم يا ابه ان الذي كنت أصلي له كان اقرب الي منهم يقول اللَّه تعالى:
«وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» «2» فضمّه أبو عبد اللَّه الى نفسه ثم قال: بأبي أنت وأمي يا مودع الأسرار» «3».
ودخل موسى بن جعفر عليه السّلام بعض قرى الشام متنكراً هارباً، فوقع في غارٍ وفيه راهب يعظ في كل سنة يوماً، فلما رآه الراهب دخله منه هيبة، فقال: يا