وأنت تجد من شيعتك مائة ألف يضربون بين يديك بالسيف؟ فقال له عليه السّلام: اجلس يا خراساني رعى اللَّه حقك، ثم قال: يا حنيفة أسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوّه، ثم قال: يا خراساني! قم فاجلس في التنور، فقال الخراساني: يا سيدي يا ابن رسول اللَّه لا تعذبني بالنار، أقلني أقالك اللَّه قال: قد أقلتك، فبينما نحن كذلك اذ أقبل هارون المكي ونعله في سبّابته فقال:
السلام عليك يا ابن رسول اللَّه، فقال له الصادق: ألق النعل من يديك واجلس في التنور، قال: فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور، وأقبل الإمام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها، ثم قال: قم يا خراساني وانظر ما في التنور، قال: فقمت اليه فرأيته متربعاً، فخرج الينا وسلم علينا، فقال له الإمام عليه السّلام: كم تجد بخراسان مثل هذا؟ فقال: واللَّه ولا واحداً، فقال عليه السّلام: لا واللَّه ولا واحداً، فقال: أما انّا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا، نحن أعلم بالوقت» «١».
عبادة الإمام الصادق
وما عسى أن نتحدث عمن عبادته موفورة وأوراده متواصلة، يقسم ساعاته في الليل والنهار على أنواع الطاعات حتى أقرّ من لم يعتقد امامته بأنه سلام اللَّه عليه من أكابر الزهاد الذين يخشون اللَّه عزّوجل، ولا بدع إذا كان أبو عبد اللَّه