روى الشيخ المفيد باسناده عن اسماعيل بن مهران، قال: «لما خرج أبو جعفر من المدينة الى بغداد في الدفعة الأولى من خرجتيه، قلت له عند خروجه:
جعلت فداك، اني أخاف عليك في هذا الوجه فالى من الأمر بعدك؟ قال: فكرّ اليَّ بوجهه ضاحكاً وقال لي: ليس حيث كما ظننت في هذه السنة، فلما استدعي به الى المعتصم صرت اليه فقلت له: جعلت فداك أنت خارج فالى من هذا الأمر من بعدك؟ فبكى حتى اخضلّت لحيته ثم التفت اليّ فقال: عند هذه يخاف عليّ، الأمر من بعدي الى ابني علي» «٣».
علم الإمام الجواد
بلغ سلام اللَّه عليه في العلم والعقل والكمال والفضل والآداب والحكم ورفعة المنزلة ما لم يساوه أحد من أهل زمانه. وكيف لا، هو من الأئمة الذين جعلهم اللَّه ولاة أمره وخزنة علمه. قال جده أبو جعفر الباقر عليه السّلام: «واللَّه إنّا لخزّان اللَّه