قال ابن شهر آشوب: «وقيل: انه بكى حتى خيف على عينيه وكان إذا أخذ اناءً يشرب ماء بكى حتى يملأها دمعاً، فقيل له في ذلك، فقال: وكيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش، وقيل له: انك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا، فقال: نفسي قتلتها وعليها أبكي» «٢».
قال البدخشي: روى أبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محمّد رضي اللَّه عنهما قال: «سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه فقال: لا تلوموني فان يعقوب فقد سبطاً من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه ولم يعلم انه مات وقد نظرت الى أربعة عشر رجلًا من أهل بيتي في غداة واحدة قتلى افترون حزني يذهب من قلبي» «٣».
وفاة علي بن الحسين
قال ابن الصباغ: «توفي علي بن الحسين زين العابدين في الثاني عشر من المحرم سنة أربع وتسعين من الهجرة وله من العمر سبع وخمسون سنة، أقام منها مع جده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب سنتين، ومع عمه أبي محمّد الحسن بعد وفاة جده علي أحد عشر سنة وكان بقاؤه بعد مصرع أبيه ثلاثاً وثلاثين سنة، يقال: انه