قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٤ - الصفحة ٣٣٦
فلما بصر به المتوكل رمى بنفسه عن السرير اليه وهو سبقه، وانكبّ عليه فقبّل بين عينيه ويده، وسيفه بيده، وهو يقول: يا سيدي يا ابن رسول اللَّه يا خير خلق اللَّه يا ابن عمي يا مولاي يا أبا الحسن، وأبو الحسن يقول: أعيذك يا أميرالمؤمنين باللَّه [اعفني ] من هذا، فقال: ما جاء بك يا سيّدي في هذا الوقت؟ قال:
جاءني رسولك فقال: المتوكل يدعوك، فقال: كذب ابن الفاعلة، إرجع يا سيدي من حيث شئت. يا فتح! يا عبيد اللَّه! يا معتز شيّعوا سيدكم وسيدي. فلمّا بصر به الخزر خرّوا سجّداً مذعنين، فلما خرج دعاهم المتوكل، ثم أمر الترجمان أن يخبره بما يقولون، ثم قال لهم: لم لم تفعلوا ما امرتم؟ قالوا: شدّة هيبته، رأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأمّلهم، فمنعنا ذلك عما أمرت به، وامتلأ قلوبنا من ذلك.
فقال المتوكل: يا فتح هذا صاحبك، وضحك في وجه الفتح وضحك الفتح في وجهه، فقال: الحمد للَّه الذي بيّض وجهه وأنار حجّته» «١».
علم الإمام الهادي
روى الخطيب باسناده عن محمّد بن يحيى المعاذي، قال: «قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق- والفقهاء بحضرته- من حلق رأس آدم حين حجّ؟ فتعايى القوم عن الجواب، فقال الواثق: أنا أحضرلكم من ينبئكم بالخبر، فبعث الى علي بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فاحضر، فقال: يا أبا الحسن، من حلق رأس آدم؟ فقال: سألتك باللَّه يا أميرالمؤمنين الّا أعفيتني، قال: أقسمت عليك لتقولن، قال: أما إذ ابيت فان أبي

(٣٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 341 ... » »»
الفهرست