قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ٤ - الصفحة ١٣٠
قال ابن شهر آشوب: «موسى بن جعفر الكاظم الإمام العالم، كنيته أبو الحسن الأول وأبو الحسن الماضي، وأبو إبراهيم وأبو علي، ويعرف بالعبد الصالح، والنفس الزكية وزين المجتهدين، والوفيّ، والصابر، والأمين، والزاهر، وسمّي بذلك لأنه زهر بأخلاقه الشريفة وكرمه المضي ء التام» «١».
النصوص الدالّة على إمامة موسى بن جعفر
هو الإمام بعد أبيه الإمام الصادق عليه السّلام بالنص عليه من اللَّه تعالى بالإمامة، كخبر اللوح، وبأنّ الإمام لا يكون الّا الأفضل في العلم والزهد والعمل، وبأنه معصوم كعصمة الأنبياء وبالمعجزات، فقد رأى الناس من آيات اللَّه عزّوجل الظاهرة على يده ما يدل على إمامة وبطلان مقال من ادّعى الإمامة لغيره.
وروى النصوص على إمامته عن أبيه الصادق عليهما السلام، شيوخ أصحاب أبي عبد اللَّه وخاصته، وبطانته، وثقاته الفقهاء الصالحون رضوان اللَّه عليهم.
وما اخترناه نموذج مما روي في امامته وأنه حجة اللَّه على خلقه.
روى المفضل بن عمر الجعفي قال: «كنت عند أبي عبد اللَّه عليه السّلام فدخل أبو إبراهيم موسى عليه السّلام وهو غلامٌ فقال لي أبو عبد اللَّه عليه السلام:
استوص به وضع أمره عند من تثق به من أصحابك» «2».
وروى معاذ بن كثير عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال: «قلت: أسأل اللَّه الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها، فقال: قد

(١) المناقب ج 4 ص 323.
(2) الارشاد للشيخ المفيد ص 270.
(١٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 127 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»
الفهرست