يا أبا الحسن، فما فرق بين هذا وهذا؟. فقال: يا أبا يوسف ان الدين ليس بقياسٍ كقياسكم أنتم تلعبون بالدين، انا صنعنا كما صنع رسول اللَّه وقلنا كما قال رسول اللَّه، كان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يركب راحلته فلا يستظل عليها وتؤذيه الشمس فيستر جسده بعضه ببعض وربما ستر وجهه بيده وإذا نزل استظل بالخباء وفيى ء البيت وفيى ء الجدار» «١».
احتجاج الإمام موسى بن جعفر
روى يعقوب بن جعفر الجعفري عن أبي إبراهيم موسى عليه السّلام قال:«ذكر عنده قوم زعموا أن اللَّه تبارك وتعالى ينزل الى السماء الدنيا «2» فقال: ان اللَّه لا ينزل ولا يحتاج أن ينزل انما منظره في القرب والبعد سواء، لم يبعد منه بعيد ولا يقرب منه قريب، ولم يحتج الى شي ء بل يحتاج اليه كل شي ء، وهو ذو الطّول لا اله الّا هو العزيز الحكيم.
أما قول الواصفين انه ينزل تبارك وتعالى عن ذلك علواً كبيراً، فانما يقول ذلك من ينسبه الى نقص أو زيادة، وكل متحرك يحتاج الى من يحركه أو يتحرك به فمن ظن باللَّه الظنون فقد هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حدّ تحدونه بنقص أو زيادة، أو تحريك أو تحرك، زوال أو استنزال أو نهوض أو قعود، فان اللَّه