وقال الطبرسي: «لقي عباد البصري علي بن الحسين عليه السّلام في طريق مكة فقال له: يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته، وأقبلت على الحج ولينه، وان اللَّه عزّوجل يقول:«إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ - إلى قوله- وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ» «٢» فقال علي بن الحسين: إذا رأينا هؤلاء الذين هذه صفتهم فالجهاد معهم افضل من الحج» «٣».
وقال: «وسئل عن الكلام والسكوت ايهما أفضل؟ فقال عليه السّلام: لكل واحد منهما آفات، فإذا سلما من الآفات، فالكلام افضل من السكوت. قيل:
وكيف ذاك يا ابن رسول اللَّه؟ قال: لأن اللَّه عزّوجل ما بعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت، انما يبعثهم بالكلام، ولا استحقت الجنة بالسكوت، ولا استوجب ولاية اللَّه بالسكوت، ولا توقّيت النار بالسكوت، ولا تجنب سخط اللَّه بالسكوت انما ذلك كله بالكلام وما كنت لأعدل القمر بالشمس، انك تصف فضل السكوت بالكلام ولست تصف فضل الكلام بالسكوت» «٤».
رسالة الحقوق
آثاره القيمة كثيرة، ومن آثاره المدونة: الصحائف السجادية تتفجر منها العلوم والمعارف، ولو لم يخلف الّا الصحيفة الكاملة لكفى.