فما زادك؟ قال: التقوى قلت: فمن أنت؟ قال: رجل عربي، فقلت من أي العرب؟
قال: من قريش، قل: عين لي ابن من عافاك اللَّه، فقال: أنا رجلٌ هاشميٌ فقلت:
عين لي فقال: أنا رجلٌ علوي ثم أنشد:
نحن على الحوض ورّاده | نذود ويسعد ورّاده | |
فما فاز من فاز الّا بنا | وما خاب من حبنا زاده | |
فمن سرّنا نال منا السرور | ومن ساءنا ساء ميلاده | |
ومن كان غاصبنا حقنا | فيوم القيامة ميعاده |
ثم قال: أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم التفتُّ فلم أره ولم أدر نزل في الأرض أو صعد الى السماء» «١».
قال أفلح مولى محمّد بن علي: «خرجت مع محمّد بن علي حاجاً، فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته، فقلت: بأبي أنت وأمي، ان الناس ينظرون اليك فلو رفقت بصوتك قليلًا، قال: ويحك يا أفلح، ولم لا أبكي لعل اللَّه ينظر الي منه برحمة فأفوز بها عنده غداً. قال: ثم طاف بالبيت، ثم جاء حتى ركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتلُّ من دموع عينيه» «٢».
علم الإمام الباقر
علمه عليه السّلام بحر لا ينفد، وجبل لا يرقى اليه الطير، طأطأ كل عالم