وحق أهل ملتك: اضمار السلامة والرحمة لهم، والرفق بمسيئهم، وتألفهم واستصلاحهم، وشكر محسنهم وكفّ الأذى عنهم وتحب لهم ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك وأن تكون شيوخهم بمنزلة أبيك، وشبابهم بمنزلة اخوتك، وعجائزهم بمنزلة أمك، والصغار بمنزلة اولادك. وحق أهل الذمة أن تقبل منهم ما قبل اللَّه عزّوجل، ولا تظلمهم ما وفوا للَّه عزّوجل بعهده» «٢».
أصحاب علي بن الحسين وتلامذته
رجع الإمام علي بن الحسين عليه السّلام من كربلاء إلى المدينة، وقد أودعه أبوه سيد الشهداء أسرار الإمامة متحملًا أعباء الخلافة الإلهية، حجّةً للَّه على خلقه، فماذا يصنع بعد الإياب؟ أيأخذ بالثأر، أم يصبر وفي العين قذى؟ لأن الظروف لا تسمح له بأخذ الثأر وقد شاهد تلك الفادحة المؤلمة في كربلاء، وأدرك أن وقعة الطف الدامية قد كفته أعباء الحرب بإظهارها ضلال الأمويين، وبعدهم عن تعاليم الإسلام، وهذا ما دعاه الى الاعتزال مؤثراً البعد عن الضجيج والاختلاط بالناس ليحفظ بهذه الطريقة السلبية القويمة دمه الزكي ودماء شيعته الأبرار.عاصر الإمام في مدة إمامته يزيد بن معاوية، ومعاوية بن يزيد، ومروان بن