يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فان للجود معادن وللمعادن أصولًا، وللأصول فروعاً، وللفروع ثمراً، ولا يطيب ثمر الّا بفرع، ولا فرع الّا بأصل، ولا أصل الّا معدن طيّب، يا بني إذا زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجار، فانهم صخرة لا ينفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها. قال علي بن موسى عليه السّلام: فما ترك أبي هذه الوصية الى أن مات» «١».
احتجاج الإمام الصادق
قال عبد اللَّه بن شبرمة: «دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمّد فقال لابن أبي ليلى: من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر الدين، قال:لعله يقيس أمر الدين برأيه، قال: نعم، قال: فقال جعفر لأبي حنيفة: ما اسمك قال:
نعمان، قال: يا نعمان هل قست رأسك بعد؟ قال: كيف أقيس رأسي قال: ما أراك تحسن شيئاً، هل علمت ما الملوحة في العينين، والمرارة في الأذنين، والحرارة في المنخرين، والعذوبة في الشفتين؟ قال: لا، قال: ما أراك تحسن شيئاً، قال: فهل علمت كلمة أولها كفر وآخرها ايمان، فقال ابن أبي ليلى: يا ابن رسول اللَّه أخبرنا