روى الاربلي قال: «قالت سلمى مولاة أبي جعفر عليه السّلام: كان يدخل عليه إخوانه فلا يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطعام الطيب، ويكسوهم الثياب الحسنة، ويهب لهم الدراهم، فأقول له في ذلك ليقلّل منه، فيقول: يا سلمى، ما حسنة الدنيا الّا صلة الإخوان والمعارف. وكان عليه السّلام يجيز بخمسمائة وستمائة الى الألف، وكان لا يمل من مجالسة إخوانه» «٢».
كرامات الإمام الباقر
قال أبو بصير: «قلت يوماً للباقر: أنتم ورثة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال: نعم، قلت: ورسول اللَّه وارث الأنبياء جميعهم؟ قال: وارث جميع علومهم. قلت: وأنتم ورثتم جميع علوم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم؟ قال:نعم، قلت: فأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرئوا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال: نعم نفعل ذلك بإذن اللَّه تعالى، ثم قال:
ادن مني يا أبا بصير- وكان أبو بصير مكفوف النظر- قال: فدنوت منه فمسح بيده على وجهي، فأبصرت السماء والجبل والأرض، فقال: أتحب أن تكون هكذا تبصر، وحسابك على اللَّه؟ أو أن تكون كما كنت ولك الجنة؟ قلت: الجنة، فمسح بيده على وجهي فعدت كما كنت» «3».
وقال أبو بصير: «دخلت المسجد مع أبي جعفر عليه السّلام والناس