قال اليعقوبي: «كتب ملك الروم الى عبد الملك يتوعده فضاق عليه الجواب وكتب الى الحجّاج- وهو إذ ذاك على الحجاز- أن ابعث الى علي بن الحسين فتوعده وتهدّده واغلظ له ثم انظر ماذا يجيبك فاكتب به اليّ، ففعل الحجّاج ذلك فقال له علي ابن الحسين: ان للَّه في كل يوم ثلاثمائة وستين لحظةً وأرجو أن يكفينيك في أول لحظة من لحظاته. وكتب بذلك الى عبد الملك فكتب به إلى صاحب الروم كتاباً فلما قرأه قال: ليس هذا من كلامه، هذا من كلام عترة نبي» «٢».
كرامات الإمام علي بن الحسين
قال ابن شهاب الزهري «شهدت علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك بن مروان من المدينة الى الشام فأثقله حديداً ووكل به حفاظاً في عدة وجمع، فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له فأذنوا لي فدخلت عليه وهو في قبة والأقياد في رجليه والغل في يديه (وفي رواية: والغل في عنقه) فبكيت وقلت له:وددت أني مكانك وأنت سالم، فقال: يا زهري أتظن أن هذا مماترى علي وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئت ما كان، فانه وان بلغ بك وبأمثالك ليذكرني عذاب اللَّه، ثم أخرج يديه من الغل ورجليه من القيد، ثم قال: يا زهري لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة. قال: فما لبثنا الّا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه فكنت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: انا لنراه متبوعاً انه لنازل ونحن حوله لا ننام نرصده إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله الّا حديدة، قال