وعنده المعلّى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان، فقال: يا ابن رسول اللَّه أنا من مواليكم أهل البيت، وبيني وبينكم شقّة بعيدة وقد قل ذات يدي، ولا أقدر أن أتوجه إلى أهلي الّا أن تعينني قال: فنظر أبو عبد اللَّه عليه السّلام يمينا وشمالًا، وقال: ألا تسمعون ما يقول أخوكم؟ انما المعروف ابتداء، فأما ما أعطيت بعد ما سأل فانما هو مكافأة لما بذل لك من ماء وجهه، ثم قال: فيبيت ليلته متأرّقاً متململًا بين اليأس والرجاء لا يدري أين يتوجه بحاجته، فيعزم على القصد اليك، فأتاك وقلبه يجب وفرائصه ترتعد، وقد نزل دمه في وجهه، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكآبة الرّد أم بسرور النجح، فان أعطيته رأيت أنك قد وصلته وقد قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وبعثني بالحق نبياً لما يتجشم من مسألة اياك أعظم مما ناله من معروفك.
قال: فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم، ودفعوها إليه» «١».
أصحاب الإمام الصادق وتلاميذه
قال الشيخ المفيد: «نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان، ولم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه، ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ولا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام، فان أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا اربعة آلاف رجل» «2».
قال الطبرسي: «كان اعلم اولاد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في