قال ابن الأثير في حوادث سنة ٢٥١:
ذكر غزو الفرنج بالأندلس:
في هذه السنة سيّر محمّد بن عبد الرحمن الأموي صاحب الأندلس جيشاً مع ابنه المنذر الى بلاد المشركين في جمادى الآخرة، فساروا، وقصدوا الملّاحة، وكانت أموال لذريق بناحية ألبة والقلاع، فلمّا عمّ المسلمون بلدهم بالخراب والنهب، جمع لذريق عساكره، وسار يريدهم، فالتقوا بموضع يقال له فج المركوين، وبه تعرف هذه الغزاة، فاقتتلوا، فانهزم المشركون الّا انهم لم يبعدوا واجتمعوا بهضبة بالقرب من موضع المعركة، فتبعهم المسلمون وحملوا عليهم واشتدّ القتال، فولّى الفرنج منهزمين لا يلوون على شي ء وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون.
وكانت هذه الوقعة ثاني عشر رجب، وكان عدد ما أخذ من رؤوس المشركين ألفين وأربعمائة واثنين وتسعين رأساً، وكان فتحاً عظيماً وعاد المسلمون» «١».
ولادته
قال الشيخ خواجه محمّد پارسا في (فصل الخطاب): «أبو محمّد الحسن العسكري ولده محمّد المنتظر المهدي رضي اللَّه عنهما معلوم عند خاصة أصحابه وثقات أهله. ويروى أن حكيمة بنت أبي جعفر محمّد الجواد التقي كانت عمة أبي محمّد الحسن العسكري تحبه وتدعو له وتتضرع الى اللَّه تعالى أن يرى ولده، فلما