قال أبان بن تغلب: «كنت مع أبي عبد اللَّه عليه السّلام مزاملة فيما بين مكة والمدينة، فلما انتهى الى الحرم نزل واغتسل وأخذ نعليه بيديه، ثم دخل الحرم حافياً فصنعت مثل ما صنع، فقال: يا أبان من صنع مثل ما رأيتني صنعت تواضعاً للَّه محى اللَّه عنه مائة ألف سيئة وكتب له مائة ألف حسنة وبنى اللَّه عزّوجل له مائة ألف درجة وقضى له مائة ألف حاجة» «٢».
علم الإمام الصادق وبلاغته
لم يكن علم الإمام الصادق- شأنه في ذلك شأن سائر الأئمة- كسبياً، وأخذاً من أفواه الرجال ومدارسهم، بل ورث العلم عن آبائه عن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم.وفي هذا يقول سلام اللَّه عليه: «واللَّه لقد أعطينا علم الأولين والآخرين» «3».
قال بكير بن أعين: «قبض أبو عبد اللَّه عليه السّلام على ذراع نفسه وقال:
يا بكير هذا واللَّه جلد رسول اللَّه، وهذه واللَّه عروق رسول اللَّه، وهذا واللَّه لحمه، وهذا عظمه، واني لأعلم ما في السماوات، وأعلم ما في الأرض، وأعلم ما في الدنيا وأعلم ما في الآخرة، فرأى تغير جماعة، فقال: يا بكير اني لأعلم ذلك من كتاب