قال علي بن محمّد الحجّال: «كتبت الى أبي الحسن: أنا في خدمتك وأصابني علة في رجلي، ولا أقدر على النهوض والقيام بما يحب، فان رأيت أن تدعو اللَّه ان يكشف علّتي ويعينني على القيام بما تجب علي وأداء الأمانة في ذلك، ويجعلني من تقصيري من غير تعمد مني، وتضييع ما لا اتعمّده من نسيان يصيبني في حلّ، ويوسع عليَّ وتدعو لي بالثبات على دينه الذي ارتضاه لنبيه عليه السّلام، فوقّع:
كشف اللَّه عنك وعن أبيك، قال: وكان بأبي علّة ولم أكتب فيها فدعا له ابتداء» «٢».
عبادة الإمام الهادي
قيل للمتوكل: ان في منزله أسلحة يطلب الخلافة، فوجّه إليه رجالًا هجموا عليه فدخلوا داره فوجدوه في بيته، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه الشريف ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة ليس بينه وبين الأرض بساط الّا الرمل والحصى، وهو يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، فحملوه اليه على ألبسته المذكورة فلما رآه عظّمه واجلسه الى جنبه، فكلمه فبكى المتوكل بكاءً طويلًا، ثم قال: يا أبا الحسن عليك دين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فأمر المتوكل بدفعها اليه، ثم ردّه الى منزله مكرّماً «3».