فقلت له: ان أول حاجة لي أن تأذن لابن عمك أن يرجع الى حرم جده وإلى عياله، فقال: ننظر ان شاء اللَّه» «٢».
كرم الإمام موسى بن جعفر
روى الخطيب البغدادي باسناده عن يحيى بن الحسن- وذكر لي غير واحد من أصحابنا- أن رجلًا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم علياً، قال: وكان قد قال له بعض حاشيته دعنا نقتله، فنهاهم عن ذلك أشدّ النهي، وزجرهم أشد الزجر، وسأل عن العمري فذكر له أنه يزدرع بناحية من نواحي المدينة، فركب اليه في مزرعته فوجده فيها، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا، فوطئه بالحمار حتى وصل اليه، فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له: كم غرمت في زرعك هذا؟ قال له: مائة دينار، قال: فكم ترجو أن يصيب؟ قال: أنا لا أعلم الغيب، قال: انما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه؟ قال: أرجو أن يجيئني مائتا دينار قال: فأعطاه ثلاثمائة دينار وقال: هذا زرعك على حاله قال: فقام العمري فقبل رأسه وانصرف، قال: فراح الى المسجد فوجد العمري جالساً، فلما نظر اليه قال: اللَّه أعلم حيث يجعل رسالته قال: فوثب اصحابه فقالوا له: ما قصتك؟ قد كنت تقول خلاف هذا. قال: فخاصمهم وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج. قال: فقال أبو الحسن موسى لحاشيته