يكلم فيك الرشيد فقال: حدثني أبي عن آبائه، أن اللَّه عزّوجل أوحى إلى داود، يا داود أنه ما اعتصم عبدٌ من عبادي بأحدٍ من خلقي دوني عرفت ذلك منه إلا قطعت عنه أسباب السماء وأسخت الأرض من تحته» «1».
روى الخطيب باسناده عن محمّد بن اسماعيل، قال: «بعث موسى بن جعفر الى الرشيد من الحبس رسالة كانت: انه لن ينقضي عني يوم من البلاء الّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نقضى جميعاً الى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون» «2».
روى السيوطي باسناده عن اسحاق الهاشمي قال: «كنا عند الرشيد، فقال:
بلغني أن العامة يظنون فيّ بغض علي بن أبي طالب، وواللَّه ما أحب أحداً حبي له، ولكن هؤلاء أشد الناس بغضاً لنا وطعناً علينا وسعياً في فساد ملكنا بعد أخذنا بثأرهم ومساهمتنا اياهم ما حويناه، حتى أنهم لأميل الى بني أمية منهم الينا فأما ولده لصلبه فهم سادة الأهل والسابقون الى الفضل، ولقد حدثني أبي المهدي عن أبيه المنصور عن محمّد بن علي عن أبيه عن ابن عباس أنه سمع النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول في الحسن والحسين: من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني. وسمعه يقول: فاطمة سيدة نساء العالمين غير مريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم» «3».
روى ابن الصباغ المالكي، عن محمّد بن علي النوفلي، قال: «كان السبب في أخذ الرشيد موسى بن جعفر وحبسه أنه سعى به اليه جماعة، وقالوا: ان الأموال