قال: فقال له المأمون: أليس قد ذكر اللَّه الأبناء بلفظ الجمع وانما دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنيه خاصه، وذكر النساء بلفظ الجمع، وانّما دعا رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ابنته وحدها فلم لا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين عليه السّلام ذكرت من الفضل.
فقال له الرضا عليه السّلام: ليس بصحيح ما ذكرت يا أميرالمؤمنين، وذلك أن الداعي انما يكون داعياً لغيره كما يكون الآمر آمراً لغيره ولا يصح أن يكون داعياً لنفسه في الحقيقة كما لا يكون آمراً لها في الحقيقه، وإذا لم يدع رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلّم رجلًا في المباهلة الّا أميرالمؤمنين عليه السّلام فقد ثبت أنه نفسه التي عناها اللَّه تعالى في كتابه وجعل حكمة ذلك في تنزيله.
فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال «١».
ما قاله الأعلام في المباهلة
قال أبو بكر أحمد بن علي الرازي الجصّاص: «وفي هذه الآيات دحض شبهة النصارى في ان عيسى اله أو ابن الإله، وفيه دلالة على صحة نبوة النبي صلى