أتيته من الغد قال: فقدت شيئاً من متاعك فندعوا اللَّه لك بالخلف؟ فقلت: ما فقدت غير سطل كنت أتوضأ به، فاطرق رأسه ثلاثاً ثم رفعه فقال: قد ظننت أنّك أنسيته قبل جارية رب الدار فاسألها عنه وقل لها: أنسيت السطل في بيت الخلاء فردّيه وانها سترده عليك، قال: فسألتها عنه فردته» «1».
قال عثمان بن عيسى: «قال موسى الكاظم لإبراهيم بن عبد الحميد- وقد لقيه سحراً وإبراهيم ذاهب الى قبا وموسى داخل الى المدينة- يا إبراهيم الى أين؟
قال: الى قبا، قال: في اي شي ء؟ فقال: انا في كل سنة نشتري من هذا التمر، فأردت أن آتي في هذه السنة الى رجلٍ من الأنصار فاشتري منه نخلًا، فقال له موسى: وقد أمنتم الجراد؟ ثم فارقه. فوقع كلامه في صدره فلم يشتر شيئاً، فما مرت خامسة حتى بعث اللَّه جراداً أكل عامّة النخل» «2».
قال ابن الصباغ: «نقل صاحب كتاب نثر الدرّ: أن موسى بن جعفر الكاظم ذكر له أن الهادي قد همَّ بك، فقال لأهل بيته ومن يليه: ما تشيرون به عليّ من الرأي؟ فقالوا: نرى أن تتباعد عنه وأنه تغيّب شخصك عنه فانه لا يؤمن عليك من شره، فتبسّم ثم رفع يده الى السماء فقال: آلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته وداف لي قواتل سمومه ولم تنم عني عين حراسته، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح وعجزي عن كلمات الجوايح صرفت ذلك عني بحولك وقوتك لا بحولي وقوّتي، وألقيته في الحفيرة التي احتفرها لي خائباً ممّا أمله في دنياه متباعداً عن ما يرجوه في أخراه، فلك الحمد على قدر ما عممتني فيه من نعمك وما توليتني من جودك وكرمك، اللّهم فخذه بقوّتك وافلل حدّه عني بقدرتك واجعل له شغلًا فيما