قال علي بن عيسى الأربلي: «مناقب الكاظم وفضائله ومعجزاته الظاهرة، ودلائله وصفاته الباهرة ومخائله تشهد أنه افترع قبّة الشرف وعلاها، وسما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها، وذلّلت له كواهل السيّادة فركبها وامتطاها، وحكم في غنائم المجد فاختار صفاياها واصطفاها.
طالت أصوله فسمت الى أعلى رتب الجلال، وطابت فروعه فعلت إلى حيث لا تنال، يأتيه المجد ممن كل أطرافه، ويكاد الشرف يقطر من أعطافه.
أتاه المجد من هنّا وهنّا | وكان له كمجتمع السيول |
السحاب الماطر قطرة من كرمه، والعباب الزّاخر نغبة من نغبه، واللباب الفاخر من عدّ من عبيده وخدمه، كأن الشعرى علّقت في يمينه ولا كرامة للشعرى العبور، وكأن الرياض اشبهت خلائقه ولا نعمى لعين الرّوض الممطور، وهو عليه السّلام غرة في وجه الزمان وما الغرر والحجول، وهو أضوأ من الشمس والقمر، وهذا جهد من يقول، بل هو واللَّه أعلى مكانة من هذه الأوصاف واسمى، وأشرف عرفاً من هذه النعوت وأنمى، فكيف تبلغ المدائح كنه مقداره أو ترتقي همة البليغ الى نعت فخاره، أو تجري جياد الأقلام في حلبات صفاته، أو يسري خيال الأوهام في ذكر حالاته؟
كاظم الغيظ، وصائم القيظ، عنصره كريم، ومجده حادث وقديم، وهو بكل ما يوصف به زعيم، الآباء عظام والأبناء كرام، والدين متين والحق ظاهر مبين، والكاظم في أمر اللَّه قويّ أمين، وجوهر فضله غال ثمين، وواصفه لا يكذب ولا