يحجّ بعد العام مشرك، ولا يطف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول اللَّه فهو له إلى مدّته، فلم يحج بعد ذلك العام مشرك ولم يطف بالبيت عريان، ثم قدما على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وكان هذا من براءة فيمن كان من أهل الشرك من أهل العهد العام، وأهل المدة إلى الاجل المسمى» «١».
وروى الكنجي باسناده عن أبي بكر «انّ النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعثه ببراءة إلى أهل مكة: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة الّا نفس مسلمة ومن كان بينه وبين رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مدة فاجله إلى مدّته، واللَّه عزّوجل بري ء من المشركين ورسوله، قال:
فسار بها ثلاثاً. ثم قال لعلي: الحقه فرد أبا بكر وبلّغها أنت قال: ففعل، فلمّا قدم أبو بكر على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بكى، وقال: يا رسول اللَّه حدث فيّ شي ء قال: ما حدث فيك الّا خير، ولكن امرت ان لا يبلغها الّا أنا أو رجل منّي» «٢».
وروى الطبري باسناده عن السدي، قال: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم مع أبي بكر، وامّره على الحج، فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفه، أتبعه بعلي، فأخذها منه، فرجع أبو بكر إلى النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم، فقال: يا رسول اللَّه بأبي أنت وامي، أنزل في شأني شي ء؟ قال: لا، ولكن لا يبلِّغ عني غيري، أو رجل مني. الحديث «٣».
«وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِي ءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ