أبا بكر رضي اللَّه عنه وأمره ان ينادي بهؤلاء الكلمات فأتبعه علياً فبينا أبو بكر ببعض الطريق اذ سمع رغاء ناقة رسول اللَّه فخرج أبو بكر فزعاً فظنّ انه رسول اللَّه، فاذاً علي، فدفع إليه كتاب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قد أمره على الموسم وأمر علياً ان ينادي بهؤلاء الكلمات، فقام عليٌ ايّام التشريق، فنادى:
«أَنَّ اللّهَ بَرِي ءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ* فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ»، لا يحجّن بعد العام مشرك ولا يطوفنّ بالبيت عريان. ولا يدخل الجنة الّا مؤمن ...» «1».
وروى باسناده عن زيد بن يثيع قال: «سألنا علياً رضي اللَّه عنه: بايّ شي ء بعثت في الحجة، قال: بعثت بأربع: لا يدخل الجنة الّا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مؤمن وكافر في المسجد الحرام بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عهد فعهدته إلى مدّته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة اشهر» «2».
روى السيوطي باسناده عن علي، قال: «لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، دعا أبا بكر رضي اللَّه عنه ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر، فحيثما لقيته فخذ الكتاب منه، ورجع أبو بكر رضي اللَّه عنه، فقال: يا رسول اللَّه نزل فيّ شي ء، قال: لا، ولكن جبرئيل جاءني، فقال: لن يؤدّي عنك الّا أنت أو رجل منك» «3».
وروى باسناده عن أنس قال: «بعث النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ببراءة مع أبي بكر رضي اللَّه عنه، ثم دعاه، فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ الّا رجل من