12684 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس: يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى عباس وأصحابه، قال: قالوا للنبي (ص): آمنا بما جئت به، ونشهد أنك لرسول الله، لننصحن لك على قومنا فنزل: إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم إيمانا وتصديقا، يخلف لكم خيرا مما أصيب منكم، ويغفر لكم الشرك الذي كنتم عليه.
قال: فكان العباس يقول: ما أحب أن هذه الآية لم تنزل فينا وأن لي الدنيا، لقد قال:
يؤتكم خيرا مما أخذ منكم فقد أعطاني خيرا مما أخذ مني مئة ضعف، وقال: ويغفر لكم وأرجو أن يكون قد غفر لي.
12685 - حدثت عن الحسين بن الفرج، قال: سمعت أبا معاذ، قال: ثنا عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من الأسرى... الآية، يعني العباس وأصحابه أسروا يوم بدر، يقول الله: إن عملتم بطاعتي ونصحتم لي ولرسولي أعطيتكم خيرا مما أخذ منكم وغفرت لكم. وكان العباس بن عبد المطلب يقول: لقد أعطانا الله خصلتين ما شئ هو أفضل منهما: عشرين عبدا. وأما الثانية: فنحن في موعود الصادق، ننتظر المغفرة من الله سبحانه. القول في تأويل قوله تعالى:
* (وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه: وإن يرد هؤلاء الأسارى الذين في أيديكم خيانتك: أي الغدر بك والمكر والخداع، بإظهارهم لك بالقول خلاف ما في نفوسهم، فقد خانوا الله من قبل يقول: فقد خالفوا أمر الله ممن قبل وقعة بدر، وأمكن منهم ببدر المؤمنين. والله عليم بما يقولون بألسنتهم ويضمرونه في نفوسهم، حكيم في تدبيرهم وتدبير أمور خلقه سواهم.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
12686 - حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن