أخرج بهذا القصّة فاذن بذلك الناس إذا اجتمعوا. فخرج علي رضي اللَّه عنه على ناقة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم العضباء حتى أدرك بذي الحليفة أبا بكر، فأخذها منه، فرجع أبو بكر إلى النبي فقال: يا رسول اللَّه بأبي أنت وأمي، أنزل فيّ شي ء؟ قال: لا، ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني» «1».
وروى بسنده عن جابر «كنت مع علي حين اتبعه رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أبا بكر، فلما كان في الطريق ثوب لصلاة الصبح فلما استوى أبو بكر ليكبر سمع الرغاء فوقف، وقال: هذه رغاء ناقة رسول اللَّه الجدعاء لقد بدا لرسول اللَّه في الحج، فإذا عليها عليٌ، فقال أبو بكر: أمير أم مأمور؟ قال: بل أرسلني رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ببراءة أقرؤها على الناس» «2».
روى الحاكم النيسابوري باسناده عن جميع بن عمير الليثي، قال: «أتيت عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما فسألته عن علي رضي اللَّه عنه، فانتهرني، ثم قال:
الّا احدّثك عن علي، هذا بيت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم في المسجد وهذا بيت علّي رضي اللَّه عنه، ان رسول اللَّه بعث أبا بكر وعمر رضي اللَّه عنهما ببراءة إلى أهل مكة فانطلقا فإذا هما براكب، فقال: من هذا، قال: أنا علي يا أبا بكر، هات الكتاب الذي معك، قال: وما لي؟ قال: واللَّه ما علمت الّا خيراً، فأخذ علي الكتاب فذهب به، ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة فقالا: ما لنا يا رسول اللَّه؟
قال: ما لكما الّا خير، ولكن قيل لي انّه لا يبلغ عنك الّا أنت أو رجل منك» «3».
وروى باسناده عن ابن عباس «ان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بعث