وروى علي بن إبراهيم باسناده عن أبي عبداللَّه عليه السّلام قال: نزلت هذه الآية بعدما رجع رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من غزوة تبوك في سنة سبع من الهجرة، قال: وكان رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله لما فتح مكة لم يمنع المشركين الحج في تلك السنة، وكان سنة في العرب في الحج انّه من دخل مكة وطاف بالبيت في ثيابه لم يحل له امساكها وكانوا يتصدقون بها ولا يلبسونها بعد الطواف، وكل من وافى مكة يستعير ثوباً ويطوف فيه ثم يرده، ومن لم يجد عارية اكترى ثياباً ومن لم يجد عارية ولا كراء ولم يكن له الّا ثوب واحد طاف بالبيت عرياناً، فجائت امرأة من العرب وسيمة جميلة فطلبت ثوباً عاريةً أو كراء فلم تجده، فقالوا لها: ان طفت في ثيابك احتجت أن تتصدقي بها فقالت: وكيف اتصدق بها وليس لي غيرها؟
فطافت بالبيت عريانة، وأشرف عليها الناس فوضعت احدى يديها على قبلها والاخرى على دبرها فقالت مرتجزة:
اليوم يبدو بعضه أو كله | فما بدا منه فلا احله |
فلما فرغت من الطواف خطبها جماعة فقالت: انّ لي زوجاً، وكانت سيرة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله قبل نزول سورة البراءة ان لا يقاتل إلا من قاتله ولا