يسمع مثلها قط وسقط اللواء من يده، فأخذه أخ له يقال له مصعب، فرماه عاصم ابن ثابت بسهم فقتله، ثم أخذ اللواء أخ له يقال عثمان فرماه عاصم ايضاً بسهم فقتله، فأخذه عبد لهم يقال له صواب وكان من أشدّ الناس، فضرب علي عليه السّلام يده فقطعها فأخذ اللواء بيده اليسرى فضربه علي عليه السّلام على يده اليسرى فقطعها فأخذ اللواء على صدره وجمع يديه وهما مقطوعتان عليه، فضربه علي عليه السّلام على أم رأسه فسقط صريعاً، فانهزم القوم وأكب المسلمون على الغنائم، ولما رأى أصحاب الشعب الناس يغنمون قالوا: يذهب هؤلاء بالغنائم ونبقى نحن؟ قالوا لعبد اللَّه بن عمر بن حزم الذي كان رئيساً عليهم: نريد أن نغنم كما غنم الناس، فقال: إن رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أمرني أن لا أبرح من موضعي هذا، فقالوا له إنه أمرك بهذا وهو لا يدري أن الأمر يبلغ الى ماترى، ومالوا إلى الغنائم وتركوه» «1».
إلى أن قال: «قلت له: ان ثبوت علي في ذلك المقام لعجب، فقال: إن تعجبت من ذلك فقد تعجبت منه الملائكة، أما علمت أنّ جبرئيل قال في ذلك اليوم وهو يعرج إلى السماء: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي.
قلت: فمن أين علم ذلك من جبرئيل؟ فقال: سمع الناس صائحاً يصيح في السماء بذلك، فسألوا النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عنه، فقال: ذاك جبرئيل» «2».
قال أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري: «غزوة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أحداً، وكانت في شوال يوم السبت بسبع ليال خلون منه- فيما قيل في سنة