وقد استبطأ أصحابه إذنه لهم في القتال بصفين، فقال عليه السّلام لهم:
«اماقولكم: أكل ذلك كراهية الموت؟ فواللَّه ما أبالي دخلت إلى الموت أو خرج الموت اليّ. واما قولكم شكاً في أهل الشام: فواللَّه ما دفعت الحرب يوماً إلا وأنا اطمع ان تلحق بي طائفة فتهتدي بي وتعشو إلى ضوئي، وذلك أحب إليّ من أن أقتلها على ضلالها وان كانت تبوء بآثامها» «٢».
علي يطلب مبارزة معاوية:
قال نصر بن مزاحم: «ثم قام علي بين الصفين ثم نادى: يا معاوية- يكررها- فقال معاوية: أسألوه ما شأنه؟ قال: أحبّ ان يظهر لي فاكلمه كلمة واحدة.فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص، فلما قارباه لم يلتف إلى عمرو، وقال لمعاوية:
ويحك، علام يقتتل الناس بيني وبينك، ويضرب بعضهم بعضاً؟ ابرز الي فأينا قتل صاحبه فالأمر له، فالتفت معاوية إلى عمرو فقال: ماترى يا أبا عبداللَّه فيماها هنا، أبارزه؟ فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل، واعلم انّه ان نكلت عنه لم تزل سُبّة عليك وعلى عقبك وما بقي عربي فقال معاوية: يا عمرو بن العاص، ليس مثلي يخدع عن نفسه، واللَّه ما بارز ابن أبي طالب رجلًا قط الا سقى الأرض من دمه، ثم