وقال محمّد بن طلحة: «صحّ النقل في المسانيد الصّحيحة بالأسانيد الصّريحة للأئمة البخاري ومسلم وغيرهما انّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال يوم خيبر: لا عطيّن الراية غداً رجلًا يفتح اللَّه على يديه يحبّ اللَّه ورسوله، ويحبّه اللَّه ورسوله، فبات النّاس يخوضون ليلتهم، ايّهم يعطاها، فلمّا اصبح النّاس غدوا على رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم كلّهم يرجو أن يعطاها، فقال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: أين علي بن أبي طالب؟ فقيل: يا رسول اللَّه هو يشتكي عينيه قال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: فأرسلوا إليه، فأتي به فبصق في عينيه ودعا له فبرء حتّى كأن لم يكن به وجع، فاعطاه الرّاية قال عليه السّلام: أقاتلهم حتّى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتّى تنزل بساحتهم ثمّ ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ اللَّه تعالى، فو اللَّه لأنْ يهدي اللَّه تعالى بك رجلًا واحداً خير لك من حمر النَّعم، فسار علي ففتح اللَّه تعالى على يده» «٢».
دلالة حديث الراية
أقول: حديث الرّاية ذكره المفسّرون في تفاسيرهم وأئمّة الحديث والحفاظ في مسانيدهم وكتبهم، واورده ارباب السير والمؤرّخون في مصنّفاتهم بألفاظ وعبارات مختلفة.واستدلّ العلامة الحلي بهذه الرّواية لاثبات امامة أميرالمؤمنين علي بن أبي