روى الخوارزمي بسنده عن الاصبغ بن نباته: «لما ان اصيب زيد بن صوحان يوم الجمل أتاه علي عليه السّلام وبه رمق، فوقف عليه وهو لما به فقال:
رحمك اللَّه يا زيد فو اللَّه ما عرفناك الّا خفيف المؤمنة كثير المعونة قال: فرفع اليه رأسه وقال: وأنت يا مولاي يرحمك اللَّه، فواللَّه ما عرفتك الّا باللَّه عالماً وبآياته عارفاً، واللَّه ما قاتلت معك من جهل، ولكن سمعت حذيفة بن اليمان يقول: سمعت رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم يقول: علي أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، ألا وان الحق معه ويتبعه، ألا فميلوا معه» «٢».
وروى محمّد بن رستم عن أبي ذر رضي اللَّه عنه: «يا علي ستقاتلك الفئة الباغية، وأنت على الحق، فمن لم ينصرك يومئذٍ فليس منّي» «٣».
قال ابن الأثير: «وقيل: انما عاد الزبير عن القتال لما سمع أن عمّار بن ياسر مع علي، فخاف أن يقتل عماراً، وقد قال النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: يا عمّار تقتلك الفئة الباغية. فردّه ابنه عبد اللَّه» «٤».
عليّ يدعو القوم إلى ترك الشقاق
قال المسعودي: «وبعث اليهم- أي عليّ- إلى أهل الجمل من يناشدهم اللَّه في الدماء، وقال: علام تقاتلونني؟ فأبوا إلا الحرب، فبعث اليهم رجلًا من