علي ربّاه النبي
ومن كلام له عليه السّلام: «أنا وضعت في الصغر بكلاكل «1» العرب، وكسرت نواجم «2» قرون ربيعة ومضر، وقد علمتم موضعي من رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وأنا ولد، يضمّني إلى صدره ويكنفني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه «3» وكان يمضغ الشي ء ثم يلقمنيه، وما وجد لي كذبةً في قول ولا خطلة «4» في فعل» «5».وروى محب الدين الطبري بإسناده عن مجاهد بن جبر: «كان من نعمة اللَّه تعالى على علي بن أبي طالب أن قريشاً أصابتهم شدة، وكان أبو طالب ذا عيال، فقال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله للعبّاس: إن أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ماترى، فانطلق بنا فلنخفف من عياله، فقال العبّاس: نعم، فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا له: إنا نريد أن نخفّف عنك من عيالك حتى ينكشف عن الناس ما هم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلًا فاصنعا ما شئتما، فأخذ رسول اللَّه علياً فضمه إليه، وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إليه، فلم يزل علي مع النبي