وقال في ذيل الآية ٥٩ من سورة النساء: «وهذا هو حديث المنزلة الذي كان شيخنا أبو حازم الحافظ يقول: خرّجته بخمسة آلاف اسناد» «١».
هذا، وقد رووا الحديث عن غير واحد من الصحابة كذلك، فمثلًا: أخرجه أحمد عن جابر «٢» والهيثمي عن البراء وزيد بن أرقم «٣».
كلامٌ حول جهاد الإمام
لا أحد من المنصفين ينكر أو يناقش في أنّ الدين إنما قام وثبتت قواعده وتشيّدت أركانه بسيف أمير المؤمنين وجهاده وتضحياته منذ اليوم الأوّل، وهذا من خصائصه المقتضية لأفضليته من سائر الأصحاب، فقد «فَضَّلَ اللّهُ الُمجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً» ولا ريب أنّ الأفضلية توجب الامامة والخلافة بعد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله.وبعبارة اخرى: إنّ مواقف أمير المؤمنين في الحروب والغزوات- في الوقت الذي تدلّ على ثبوت الامامة والولاية له- تدلّ على عدم أهليّة غيره لذلك، وهذا ما يدعو مثل ابن تيميّة لأنْ يدّعي الشجاعة لأبي بكر، بعد أنْ ثبت فراره- مع عمر- يوم احد ويوم خيبر وغيرهما، لكنّه يزعم لأبي بكر شجاعة القلب، أمّا قتال عمر وجهاده، فقد ذكر ابن تيمية أنه كان بالدعاء!! فتأمّل كي تعرف الحق وأهله!!