بأبي أنتم وأمي تقدموا قاب رمحي هذا فلم يزل ذلك دأبه حتى خالط القوم وحسر عن رأسه ونادى: أنا الأشعث بن قيس، خلوا عن الماء، فنادى أبو الأعور السلمي: أما واللَّه لا حتى تأخذنا واياكم السيوف، فقال: قد واللَّه أظنها دنت منا وكان الاشتر قد تعالى بخيله حيث أمره علي عليه السّلام فبعث اليه الأشعث أن اقحم الخيل، فأقحمها حتى وضع سنابكها في الفرات، وأخذت القوم السيوف فولوا مدبرين» «١».
وروى بسنده عن زيد بن حسين قال: «نادى الأشعث عمرو بن العاص، قال: ويحك يا ابن العاص خلّ بيننا وبين الماء، فواللَّه لئن لم تفعل ليأخذنا وايّاكم السيوف، فقال عمرو: واللَّه لا نخلي عنه حتى تأخذنا السيوف واياكم، فيعلم ربنا أينا اليوم أصبر. فترجل الاشعث والاشتر وذوو البصائر من اصحاب علي وترجل معهما اثنا عشر ألفاً، فحملوا على عمرو ومن معه من أهل الشام، فأزالوهم عن الماء حتى غمست خيل علي سنابكها في الماء» «٢».
علي يرسل الناصحين نحو معاوية:
قال نصر: «ثم ان علياً دعا بشير بن عمرو بن محصن الانصاري وسعيد ابن قيس الهمداني وشبث بن ربعي التميمي فقال: ائتوا هذا الرجل فادعوه إلى اللَّه عزّوجل إلى الطاعة والجماعة، وإلى اتباع أمر اللَّه تعالى فقال له شبث: ألا نطمعه في