وباسناده عن أبي بشير الشيباني قال: «.. فلم يكن الّا يسيراً حتى دخل عليه طلحة والزبير فقالا: يا أميرالمؤمنين، إن أرضنا أرض شديدة وعيالنا كثير ونفقتنا قليلة، قال: ألم أقل لكم اني لا اعطي احداً دون أحد؟ قالا نعم، قال:
فأتوني باصحابكم فان رضوا بذلك أعطيتكم والّا لم اعطكم دونهم، ولو كان عندي شي ء اعطيتكم من الذي لي لو انتظرتم حتى يخرج عطائي أعطيتكم من عطائي، قالا: ما نريد من مالك شيئاً وخرجا من عنده، فلم يلبثا الّا قليلًا حتى دخلا عليه، فقالا: أتأذن لنا في العمرة؟ قال: ما تريدان العمرة ولكن تريدان الغدرة، قالا: كلّا، قال: قد أذنت لكما اذهبا، قال: فخرجا حتى أتيا مكة، وكانت أم سلمة وعائشة بمكة فدخلا على أم سلمة فقالا لها وشكيا اليها فوقعت منهما وقالت: أنتما تريدان الفتنة، ونهتهما عن ذلك نهياً شديداً، قال: فخرجا من عندها حتى أتيا عائشة فقالا لها مثل ذلك وقالا نريد ان تخرجي معنا نقاتل هذا الرجل، قالت: نعم» «٢».
دور عائشة في التحريض على علي
قال ابن أبي الحديد: «قال كل من صنف في السير والأخبار: ان عائشة كانت من أشد الناس على عثمان حتى انها أخرجت ثوباً من ثياب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله فنصبته في منزلها، وكانت تقول للداخلين اليها: هذا ثوب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لم يبل، وعثمان قد أبلى سنته، قالوا: أول من سمى عثمان