فقال: نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها، فلم ندر أي الأمرين أرشد؟ فصفق عليه السلام إحدى يديه على الاخرى ثم قال: «هذا جزاء من ترك العقدة، أما واللَّه لو اني حين أمرتكم به حملتكم على المكروه الذي يجعل اللَّه فيه خيراً فإن استقمتم هديتكم وان اعوججتم قومتكم، وان ابيتم تداركتكم، لكانت الوثقى، ولكن بمن والى من؟ أريد أن أداوي بكم وأنتم دائي كناقش الشوكة بالشوكة وهو يعلم أن ضلعها معها! اللهم قد ملت أطباء هذا الداء الدوي وكلَّت النزعة بأشطان الركيِّ، اين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرؤوا القرآن فاحكموه وهيجوا إلى الجهاد فولهوا وَلَه اللقاح الى اولادها، وسلبوا السيوف أغمادها، وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعض هلك وبعض نجا، لا يبشَّرون بالأحياء ولا يُعزّون عن الموتى، مره العيون من البكاء خمص البطون من الصيام، ذبل الشفاه من الدعاء، صفر الالوان من السهر، على وجوههم غبرة الخاشعين اولئك اخواني الذاهبون فحق لنا أن نظمأ اليهم ونعض الأيدي على فراقهم، ان الشيطان يسنّى لكم طرقه ويريد أن يحل دينكم عقدة عقدة ويعطيكم بالجماعة الفرقة وبالفرقة الفتنة، فاصدفوا عن نزغاته ونفثاته واقبلوا النصيحة ممن أهداها اليهم واعقلوها على أنفسكم» «١».
خدعة رفع المصاحف:
قال المسعودي: «وكان الاشتر في هذا اليوم- وهو يوم الجمعة- على ميمنة علي، وقد أشرف على الفتح، ونادت مشيخة أهل الشام: يا معشر العرب، اللَّه في