فلما بلغ علياً قتلهم عبداللَّه بن خباب واعتراضهم الناس، بعث اليهم الحارث بن مرة العبدي ليأتيهم وينظر ما بلغه عنهم ويكتب به اليه ولا يكتمه، فلما دنا منهم يسائلهم قتلوه، وأتى علياً الخبر والناس معه، فقالوا: يا أميرالمومنين، علام ندع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في عيالنا واموالنا؟ سر بنا إلى القوم فإذا فرغنا منهم سرنا إلى عدونا من أهل الشام» «١».
اجتماع الخوارج ومسير علي اليهم:
قال المسعودي: «واجتمعت الخوارج في أربعة آلاف، فبايعوا عبداللَّه بن وهب الراسبي ولحقوا بالمدائن وقتلوا عبداللَّه بن خباب عامل علي عليها، ذبحوه ذبحا وبقروا بطن امرأته وكانت حاملًا، وقتلوا غيرها من النساء، وقد كان علي انفصل عن الكوفة في خمسة وثلاثين الفاً، وأتاه من البصرة من قبل ابن عبّاس- وكان عامله عليها- عشرة آلاف فيهم الاتحنف بن قيس وحارثة بن قدامة السعدي، وذلك في سنة ثمان وثلاثين، فنزل على الأنبار والتأمت اليه العساكر، فخطب الناس وحرضهم على الجهاد، وقال: سيروا إلى قتلة المهاجرين والأنصار قدماً، فانهم طالما سعوا في اطفاء نور اللَّه وحرضوا على قتال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ومن معه، ألا ان رسول اللَّه امرني بقتال القاسطين وهم هؤلاء الذين سرنا اليهم، والناكثين وهم هؤلاء الذين فرغنا منهم، والمارقين ولم نلقهم بعد، فسيروا إلى القاسطين، فهم اهم علينا من الخوارج، سيروا إلى قوم يقاتلونكم