علّي يهاجر إلى المدينة
قال البلاذري: «ولما هاجر رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى المدينة أمر عليّاً بالمقام بعده بمكّة حتّى أدّى ودائع كانت عند رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم للنّاس، فأقام ثلاثاً ثم لحق به، فنزل معه على كلثوم بن الهدم الأنصاري، فآخى بينه وبين نفسه» «1».وروى الكنجي باسناده عن علّي عليه السّلام، قال: «لمّا خرج رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن اقيم بعده حتّى أؤدّي ودائع كانت عنده للنّاس، وانّما كان يسمّى الأمين، فأقمت ثلاثاً وكنت أظهر، ما تغيبت يوماً واحداً، ثم خرجت فجعلت اتبع طريق رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حتّى قدمت على بني عمرو بن عوف ورسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهدم، وهناك منزل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم» «2».
وروى ابن عساكر باسناده عن أبي رافع «أنّ عليّاً كان يجهزّ النبّي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم حين كان بالغار، ويأتيه بالطعام، واستأجر له ثلاث رواحل، للنّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ولأبي بكر ودليلهم ابن أرهط، وخلّفه النبّي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فخرج إليه أهله، وأمره أن يؤدّي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي إليه وما كان يؤتمن عليه من مال، فأدّى امانته كلّها، وأمره ان يضطجع على