قال الديار بكري- بعد أن روى الخبر عن الطبراني والزرندي والصالحاني والجامي-، «ثم انّ علياً أراد أن ينزل فألقى نفسه من صوب الميزاب تأدّباً وشفقة على النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم، ولما وقع على الأرض تبسهم، فسأله النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم عن تبسمه، قال: لأني ألقيت نفسي من هذا المكان الرفيع وما أصابني ألم. قال: كيف يصيبك ألم وقد رفعك محمّد وأنزلك جبرئيل؟ ويقال:
إن واحداً من الشعراء أشار إلى هذه القصة في هذه الأبيات فقال:
قيل لي قل في علي مدحاً | ذكره يحمد ناراً مؤصده | |
قلت لا أقدم في مدح امرى ءٍ | ضلّ ذو اللب إلى أن عبده | |
والنبي المصطفى قال لنا | ليلة المعراج لما صعده | |
وضع اللَّه بظهري يده | فأحس القلب أن قد برّده | |
وعلي واضع أقدامه | في محل وضع اللَّه يده» |
دلالة الحديث
إنه لا يخفى كون صعود الإمام عليه السلام على منكب النبي صلّى اللَّه عليه وآله لكسر الأصنام من خصائص الامام، هذا الحدث الذي بلغ حدّ الدراية، ولم يتمكّن أحد من إنكاره أو المناقشة فيه، ولقد أخرجه أحمد في (المسند) بسندٍ صحيح، وأدرجه النسائي في (الخصائص) ونصّ الحاكم على صحته ووافقه