وسلّم دفع الراية إلى علي رضي اللَّه عنه يوم بدر، وهو ابن عشرين سنة» «1».
وروى الطبري باسناده عن ابن عبّاس قال: «كان المهاجرون يوم بدر سبعة وسبعين رجلًا، وكان الأنصار مائتين وستة وثلاثين رجلًا، وكان صاحب راية رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم علي بن أبي طالب» «2».
قال ابن أبي الحديد: «وأما الجهاد في سبيل اللَّه فمعلوم عند صديقه وعدوه انّه سيد المجاهدين، وهل الجهاد لأحد من الناس إلا له؟ وقد عرفت أن اعظم غزاة غزاها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم وأشدها نكاية في المشركين بدر الكبرى قتل فيها سبعون من المشركين، قتل علي عليه السّلام نصفهم وقتل المسلمون والملائكة النصف الآخر، وإذا رجعت إلى مغازى محمّد بن عمر الواقدي وتاريخ الاشراف ليحيى بن جابر البلاذري وغيرهما علمت صحة ذلك. دع من قتله في غيرها كأحد والخندق وغيرهما، وهذا الفصل لا معنى للاطناب فيه، لأنه من المعلومات الضرورية كالعلم بوجود مكة ومصر ونحوهما» «3».
وقال الشبلنجي: «ومن شجاعته رضي اللَّه عنه ما وقع على يديه في غزوة بدر، وكان عمره اذ ذاك سبعاً وعشرين سنة، قال بعضهم: إن أهل الغزوات اجمعت على ان جملة من قتل من المشركين يوم بدر سبعون رجلًا، قال: قتل علي رضي اللَّه عنه منهم أحداً وعشرين نسمة باتفاق الناقلين، وأربعة شاركه فيهم غيره، وثمانية مختلف فيهم.
وروى عن رافع مولى رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم قال: «لما اصبح