وقال ايضاً: «وخرجت عائشة من البصرة، وقد بعث معها علي أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر وثلاثين رجلًا وعشرين امرأة من ذوات الدين من عبد القيس وهمدان وغيرهما، ألبسهن العمائم وقلدهن السيوف وقال لهن: لا تعلمن عائشة أنكن نسوة وتلثمن كأنكن رجال وكن اللاتي تلين خدمتها وحملها، فلما أتت المدينة قيل لها: كيف رأيت مسيرك؟ قالت: كنت بخير، واللَّه لقد أعطى علي بن أبي طالب فأكثر، ولكنه بعث معي رجالًا أنكرتهم، فعرفها النسوة أمرهن فسجدت وقالت: ما ازددت واللَّه يا ابن أبي طالب الّا كرماً» «٢».
إعتراض على علي عليه السّلام في أمر الجمل
روى أحمد بن محمّد الطبري (المعروف بالخليلي)، بسنده عن الأعمش عن عباية الاسدي قال: «بينما ابن عبّاس يحدث الناس بمكة على شفير زمزم فلما قضى حديثه نهض اليه رجل من الملأ، فقال: يا ابن عبّاس، اني رجل من أهل الشام، فقال: أعوان كل ظالم الّا من عصمهم اللَّه منهم فسل عمّا بدا لك، قال: يا ابن عبّاس انما جئتك لاسألك عن علي وقتاله أهل لا اله الّا اللَّه، لم يكفروا بقبلة ولا قرآن ولا بحج ولا بصيام شهر رمضان قال ابن عبّاس: ثكلتك امك سل عما يعنيك ولا تسأل عما لا يعنيك، فقال: يا ابن عبّاس ما جئت أضرب اليك من حمص لحج ولا لعمرة، ولكنّي جئتك لأسألك لتشرح لي أمر علي وقتاله أهل لا اله الا اللَّه، فقال:ويحك، ان علم العالم صعب ولا يحتمل ولا يقبله القلوب الّا قلب من عصم اللَّه. ان