وإذ كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام يعرف مقام النّبي عند اللَّه، كان يعظّمه ويبجله ويفديه بالنفس والنفيس، ومن ذلك مبيته مكان الرّسول في الشّعب وليلة المبيت كي يدفع عنه المكروه.
دلالة الحديث
وهذا أحد الوجوه التّي استدلّ بها العلّامة الحلي على لزوم اتباع مذهب الاماميّة حيث قال: «انّ الاماميّة لما رأوا فضائل أميرالمؤمنين عليه السّلام وكمالاته التّي لا تُحصى قد رواها المخالف والمؤالف.منها ما قال عمرو بن ميمون: لعلي عليه السّلام عشرة فضائل ليست لغيره ... وشرى عليّ عليه السّلام نفسه ولبس ثوب رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثمّ نام مكانه فكان المشركون يرمونه بالحجارة» «2».
وحاول ابن تيميّة تضعيف سند الحديث «3» لقوّة دلالته على أفضلية أميرالمؤمنين عليه الصلاة والسّلام، والأفضلية دليل الإمامة والولاية العامة.
وردّ عليه صاحب (الانصاف في الانتصاف لاهل الحقّ من أهل الاسراف) بأنّ ذلك كلّه صحيح مسند متواتر، وأثبت اسناد الفضائل العشر كلّها «4» ... وبيان ذلك كما جاء في (نفحات الأزهار) ملخّصاً: