وقال ابن حجر: «لمّا هاجر النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم أمره ان يقيم بعده بمكّة ايّاماً يؤدّي عنه امانته والودائع والوصايا الّتي كانت عند الّتي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم ثمّ يلحقه بأهله ففعل ذلك» «٢».
أقول: هاجر النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم من مكّة إلى المدينة غرّة ربيع الأوّل من السنة الثالثة عشرة من المبعث، وفي هذه الليلة بات أميرالمؤمنين على فراش النّبي، وكانت ليلة الخميس، وفي الليلة الرّابعة كان خروجه من الغار متوجّهاً إلى المدينة، وفي يوم الثّاني عشر منه كان قدوم النّبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم المدينة عند زوال الشّمس.
كلام المأمون في آية الغار
ولقد استدلّ علماء السنّة على فضل أبي بكر بن أبي قحافة بمصاحبته النّبي في الهجرة، ففي الاحتجاج الّذي جرى بين المأمون العباسّي والفقهاء في عصره:قال اسحاق بن إبراهيم: وإنّ لأبي بكر فضلًا. قال المأمون: اجل لولا أن له فضلًا لما قيل: انّ عليّاً افضل منه، فما فضله الّذي قصدت إليه السّاعة؟ قلت: قول اللَّه عزّوجلّ: «ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا» «3» فنسبه إلى صحبته قال: يا اسحاق، أما أني لا احملك على الوعر من طريقك، انّي