قادتنا كيف نعرفهم - آية الله العظمى السيد محمد هادي الحسيني الميلاني - ج ١ - الصفحة ٥١٣
ان اللَّه عزّوجل فرض الجهاد وجعله نصرته وناصره، وما صلحت دنيا ولا دين الّا به، واني بليت بأربعة: أدهى الناس وأسخاهم طلحة، وأشجع الناس الزبير، وأطوع الناس في الناس عائشة، وأسرع الناس إلى فتنة يعلى بن أمية. واللَّه ما أنكروا علي شيئاً منكراً، ولا استأثرت بمال، ولا ملت بهوى، وانهم ليطلبون حقاً تركوه، ودماً سفكوه، ولقد ولوه دوني ... وانهم لهم الفئة الباغية بايعوني ونكثوا بيعتي» «١».
قال ابن اعثم: «ان عائشة قالت: ناولوني كفاً من الحصاة، وحصبت بها وجوه اصحاب علي، وصاحت بأعلى صوتها: شاهت الوجوه! كما صنع رسول اللَّه يوم حنين، فناداها رجل من أصحاب علي: وما رميت إذ رميت ولكن الشيطان رمى» «٢».
عائشة وكلاب الحوأب
قال المسعودي: «وسار القوم نحو البصرة في ستمائة راكب، فانتهوا في الليل إلى ماء لبني كلاب يعرف بالحوأب، عليه ناس من بني كلاب، فعوت كلابهم على الركب، فقالت عائشة: ما اسم هذا الموضع؟ فقال لها السائق لجملها: الحوأب، فاسترجعت وذكرت ما قيل لها في ذلك، فقالت: ردّوني إلى حرم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لا حاجة لي في المسير، فقال الزبير: باللَّه ما هذا الحوأب، ولقد غلط فيما أخبرك به، وكان طلحة في ساقة الناس، فلحقها فاقسم ان ذلك ليس بالحوأب، شهد معها خمسون رجلًا ممن كان معهم، فكان ذلك أول شهادة زور

(١) الاستيعاب- ترجمة طلحة. رقم ١٢٧٧.
(٢) تاريخ ابن اعثم ص ١٧٩، شرح نهج البلاغة ج ١ ص ٢٥٧ بتصحيح أبو الفضل إبراهيم.
(٥١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 508 509 510 511 512 513 514 515 516 517 518 ... » »»
الفهرست