قال ابن اعثم: «ان عائشة قالت: ناولوني كفاً من الحصاة، وحصبت بها وجوه اصحاب علي، وصاحت بأعلى صوتها: شاهت الوجوه! كما صنع رسول اللَّه يوم حنين، فناداها رجل من أصحاب علي: وما رميت إذ رميت ولكن الشيطان رمى» «٢».
عائشة وكلاب الحوأب
قال المسعودي: «وسار القوم نحو البصرة في ستمائة راكب، فانتهوا في الليل إلى ماء لبني كلاب يعرف بالحوأب، عليه ناس من بني كلاب، فعوت كلابهم على الركب، فقالت عائشة: ما اسم هذا الموضع؟ فقال لها السائق لجملها: الحوأب، فاسترجعت وذكرت ما قيل لها في ذلك، فقالت: ردّوني إلى حرم رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم لا حاجة لي في المسير، فقال الزبير: باللَّه ما هذا الحوأب، ولقد غلط فيما أخبرك به، وكان طلحة في ساقة الناس، فلحقها فاقسم ان ذلك ليس بالحوأب، شهد معها خمسون رجلًا ممن كان معهم، فكان ذلك أول شهادة زور