وقد صح أن العبّاس سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: يا رسول اللَّه، أترجو لأبي طالب خيراً؟ قال صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم: كلّ الخير أرجو من ربي. وهذا الحديث رواه ابن سعد في الطبقات بسند صحيح، ورجاؤه صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم محقق، ولا يرجو كل الخير إلّا لمؤمن» «١».
وروى أبو نعيم بسنده عن أبي هريرة قال: لما مات أبو طالب ضرب النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلّم فقال: ما أسرع ما وجدت فقدك يا عم «٢».
هذا، وقد ألّف غير واحدٍ من علماء الخاصّة والعامّة في إيمان سيدنا أبي طالب عليه السّلام كتاباً خاصّاً، وللعلامة الأميني في كتابه (الغدير) فصل كبير في الموضوع، فمن شاء التفصيل فليراجع.
ونعم ما قال عبد المسيح الأنطاكي بهذا الصدد:
لدى أبي طالب قف صاح محترماً | غرّ الأيادي التي قد كان يسديها | |
ولا تخل أنني اوفي مدائحه | فإنّ مدحته ما من يوفيها | |
قد كان أفضل شيخ في قريش جميعاً | بالمحامد لا في هاشمييها | |
وكان بعد أبيه القرم سيدها | بلا جدال وحاميها وآسيها | |
وكان أحكمها رأياً وأفضلها | حزماً وأكثرها مجداً وتوجيها | |
والجاهلية في عليها قد ختمت | فخارها مذ غدا الاسلام طاويها | |
وحسبه كفل الهادي الأمين كفا | لةً جميع عباد اللَّه تطريها | |
وكان يعنى به براً يفضّله | على بنيه لكي يزداد ترفيها |